بقلم الدكتور: محمد الشهير
ينفع تشرب كاسين و تروح تقتل؟
في مبدأ مستقر في القضاء إن "السكران" لا يحاسب على جريمة "القتل العمد".
ليه بقى؟
لأن جريمة القتل لازم يكون فيها "قصد جنائي خاص" وهو "نية ازهاق الروح" والسكران بيكون ناقص الإدراك، وبالتالي، القصد الجنائي بيكون غير متوفر لكن القاعدة دي لازمها شرط مهم قوي عشان نستبعد نية ازهاق الروح، وهو "شرط تعمد السكر".
يعني لو واحد خطط لقتل حد، وراح ضارب شريط برشام، ولا شرب كم كاس خمرة، وبعدين راح نفذ جريمته.
مينفعش يدفع بإنتفاء المسئولية الجنائية أو بإنتفاء القصد الجنائي لإن السكر في الحالة دي، مش هيغير "نيته المسبقة" في قتل المجني عليه.
محكمة النقض حكمت: "من المقرر أن الغيبوبة المانعة من المسئولية على مقتضى المادة 62 من قانون العقوبات هي التي تكون ناشئة عن عقاقير مخدرة تناولها الجاني قهراً عنه أو على غير علم منه بحقيقة أمرها بما مفهومه أن من يتناول مادة مخدرة أو مسكرة وإن علم بحقيقة أمرها يكون مسئولاً عن الجرائم التي تقع منه وهو تحت تأثيرها فالقانون يجري عليه -في هذه الحالة- حكم المدرك التام الإدراك مما ينبني عليه توافر القصد الجنائي لديه، إلا أنه لما كانت هناك بعض الجرائم يتطلب القانون فيها ثبوت قصد جنائي خاص لدى المتهم فإنه لا يتصور اكتفاء الشارع في ثبوت هذا القصد باعتبارات وافتراضات قانونية، بل يجب في هذه الجرائم -وعلى ما استقر عليه قضاء محكمة النقض- في تفسير المادة 62 من قانون العقوبات التحقق من قيام القصد الجنائي الخاص من الأدلة المستمدة من حقيقة الواقع، فلا تصح معاقبة الجاني عن القتل العمد إلا أن يكون قد انتوى القتل من قبل ثم أخذ المسكر ليكون مشجعاً له على ارتكاب جريمته".
(الطعن رقم 72594 لسنة 75 القضائية - جلسة 12 من نوفمبر سنة 2006) أحكام النقض - المكتب الفني - جنائي - السنة 51 - صـ 11